حول الموطن الأصلي للحصان العربي

بقلم: إدوار الدحداح

تتكون المنطقة المعروفة تاريخيًّا باسم بلاد العرب من شبه الجزيرة العربية، والمنطقة المحيطة شمالاً والتي تُعرف باسم الصحراء السورية. ويحد بلاد العرب من الغرب البحر الأحمر ويقع خلفه أفريقيا، ومن الشرق الخليج العربي، ومن الشمال الغربي البحر المتوسط، ومن الشرق والشمال الشرقي سلاسل جبال طوروس وزاجروس والتي يصل ارتفاعها إلى 12,000 قدم. ويوجد في الغرب سلسلة جبلية ممتدة يصل ارتفاعها إلى ما بين 8,000 و 12,000 قدم في الأجزاء الجنوبية . وتمتد شبه الجزيرة العربية مثل نصل عملاق من جبال الغرب والجنوب الغربي إلى الأراضي المنخفضة والسهوب في الشرق والشمال الشرقي حول الخليج العربي

أما المنطقة الغربية بأكملها، والتي تتضمن مملكة الحجاز سابقًا (وهي الآن محافظة سعودية تحمل نفس الاسم) والمراكز الإسلامية الرئيسية بمكة والمدينة، والميناء بجدة، فهي عبارة عن منطقة وعرة ذات شقوق أخدودية. في حين تقع مدن حائل والبريدة والرياض، عاصمة السعودية، في وسط المرتفعات الوسطى لهضبة نجد، وهي منطقة كان يتعذر الوصول إليها قبل ظهور وسائل النقل الحديثة. أما حقول النفط ومدينتي النفط الشهيرتين الظهران ومدينة الكويت فتقع في السهول الساحلية حيث الأراضي المنخفضة وبعض السفوح الطينية 

وإلى الشمال من هضبة نجد تقع صحراء النفود برمالها الحمراء، وهي تمتد شمالاً باتجاه الحماد أو الصحراء السورية وما يُعرف اليوم بالأردن والعراق. تنقلت عشائر قبيلة العنزة، التي تعد من القبائل الرئيسية لتربية الخيل العربية، بين النفود وما كان يُطلق عليه بلاد ما بين النهرين – وهي المنطقة المحيطة بنهري الفرات ودجلة. وكانت المستوطنات الرئيسية في تلك المنطقة هي حلب، دمشق، حمص التي تقع في سوريا الحالية، وكذلك بغداد، والموصل، والبصرة والنجف التي تقع الآن في العراق

في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، أُنشئت الدول العربية الحديثة مثل السعودية، الكويت، سوريا، العراق، لبنان، الأردن وغيرها من الدول في جنوب وشرق بلاد العرب، الأمر الذي أدى إلى تقسيم هذه البلاد والتي استمرت القبائل العربية في عبورها أثناء هجراتها حتى وقت قريب جدًا إلى أن تلاشت حياة البدو

ملحوظة: المقال من كتاب:  Al Khamsa Arabians III, 2008, Al Khamsa Inc. ويعاد نشره وترجمته بإذن منهم. ترجمة د. شيرين القباني